فاجأ بنك انجلترا المركزي الأسواق يوم الخميس برفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية إلى 5.25 في المائة لتصل إلى أعلى مستوياتها في خمسة أعوام ونصف العام، وذلك في مسعى منه للحد من معدلات التضخم. وكان المحللون الاقتصاديون قد توقعوا أن البنك المركزي سينتظر شهرا آخر على الأقل لمعرفة إن كانت الأجور ستتجه صعودا في العام الجديد ولحين الحصول على قراءة أوضح لقطاع المستهلكين. وفي الفترة الأخيرة ارتفع معدل التضخم الاستهلاكي إلى 2.7 في المائة، وهو أعلى معدل خلال أكثر من عقد.
وبرفع الفائدة إلى المستوى الحالي، وهو 5.25 في المائة، يكون البنك المركزي قد رفع الفائدة ثلاث مرات خلال الأشهر الخمسة الماضية، وذلك ضمن جهود صناع السياسات المالية في بريطانيا للسيطرة على التضخم والتقليل من الآثار الاقتصادية المترتبة على ضغوط ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
ويعتبر قرار البنك المركزي مفاجأة غير سارة للعديد من أصحاب المنازل في بريطانيا. حيث سيؤدي هذا القرار إلى زيادة قسط سداد الدين بواقع 16 جنيها إسترلينيا كل شهر لمن عليهم قروض إسكان تبلغ مائة ألف جنيه.
لكن القرار أيضا يمكن أن يشكل مفاجأة سارة بالنسبة المدخرين إذا بدأت مصارفهم وجمعيات الادخار السكني في زيادة الفائدة على ادخاراتهم.
ومن الواضح أن لجنة السياسة النقدية قلقة بشأن التضخم الذي يتجاوز بالفعل نسبة 2 في المائة المستهدفة وأصبح عند أعلى مستوياته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي منذ بدأ رصد بيانات مقارنة قبل عام.
وقال بنك انجلترا في بيان له إن "هامش الطاقة الإنتاجية الفائضة في الاقتصاد يبدو محدودا مما يزيد من ضغوط الأسعار المحلية."
وقال فيليب شو، كبير الاقتصاديين في انفستيك، إن المحللين سيعيدون "التفكير في توقعاتهم لسعر الفائدة" مضيفا أن "لجنة السياسة النقدية فاجأت أسواق المال مرتين الآن خلال ستة أشهر ويستحيل عند هذا المنعطف استبعاد مفاجأة أخرى."
أثر القرار على الجنيه الإسترليني
ونتيجة لقرار البنك المركزي برفع أسعار الفائدة قفز الجنيه الإسترليني إلى ذروته في 18 شهرا مقابل اليورو وارتفع بشكل حاد أمام الدولار يوم الخميس.
وبحلول الساعة 12:17 بتوقيت جرينتش بلغ الإسترليني أعلى مستوياته في 18 شهرا مسجلا 66.51 بنس مقابل اليورو بزيادة أكثر من نصف في المائة عن إغلاق يوم الأربعاء. وقفز الإسترليني واحدا في المائة مقابل الدولار ليصل إلى 1.9530 دولار.
وتوقع المحللون على نطاق واسع استقرار تكاليف الاقتراض البريطانية دون تغيير هذا الشهر وأن تأتي أي زيادة في فبراير/شباط القادم.
وقال ديفيد براون كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بير ستيرنز: "لا تهون قط من ولع بنك انجلترا بالمفاجآت. صدم بنك انجلترا الأسواق برفع الفائدة ربع نقطة مئوية في حين كانت الأسواق تتجه صوب توقعات بتحرك آخر في فبراير أو مارس".
3dblob
Bookmarks